اختبار اللغة العربیة الأولى ثانوي شعبة آداب وعلوم. الشعر السياسي في العصر الأموي. يار

الإلتزام في الشعر العربي المعاصر 

تعريف  الالتزام: 

وضع سليمان العيسى تعريفا له بقوله: أنه الموقف الصلب المحدد و الواضح الذي يقفه الأديب مما يجري حوله بحيث يدرك مسؤوليته اتجاه قضايا أمته إدراكا تاما و يعيش تجربة الجماهير العربية في تجربته من خلال مشاركته الفعالة في معارك نضالها و المعاناة الفكرية و الروحية لمشكلاتها الكبرى.

الإلتزام في معجم مصطلحات الأدب"هو إعتبار الكاتب فنّه وسيلة لخدمة فكرة معيّنة عن الإنسان لالمجرد التسلية غرضها الوحيد والجمال""ارتباط الأديب بقيم أو مبادئ أو قضايا محدّدة تشربها عقله ووجدانه فكلّ تعبير أو تفكير صادر عنه يكون في نطاق هذا الإرتباط""الوقوف بحزم لمواجهة مايتطلب ذلك في سبيل حدّ إنكار الذات"" و هي تعني فلسفيا أن يضع رجل الدين أو الأدب أو السياسة .... جميع قواه المادية و المعنوية و جميع طاقاته العقلية و الفنية لخدمة قضية معينة

 - الالتزام اتجاه ينبع من حرية الفنان حيث يختار ذلك المسلك بملء إرادته تدفعه إليه رغبته فهو التعبير عن حرية الفنان أمّا الإلزام فهو موقف سياسي أو اجتماعي تتخذه طبقة أو حزب ثمّ تفرضه على من هو تحت سيطرتها فإن كان الفنان في هذه الحالة يعمل بدافع من قناعته بذلك الموقف فهو ملتزم وإن كان يعمل تحت عامل القهر والإكراه فهو ملزم.

قضايا الالتزام:

 كانت قضية الحرية و العدالة الاجتماعية و الوحدة العربية و قضايا التحرر العالمية أهم القضايا التي التزمها الأدباء العرب منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى اليوم و بذلك صارت مهمتهم الحقيقية هي النقد و المعارضة و العمل على تغيير المجتمع و العالم و التقدم بهما نحو الأفضل .

أسباب الالتزام:

الإحساس بالمسؤولية التي تقع على عاتق الأديب.
-وطأة الإستعمار والتخلف في جميع ميادين الحياة.
-الأحداث السياسية والخلافات المحلية والمعارك الأجنبية.
-محاولة مسخ الهوية والشخصية الوطنية وإفقاد عزائم الشعب.

أهداف الالتزام:

- محاولة التغيير من الواقع المزري.
-رفع الظلم وحياة الغبن وإحترام إنسانية الإنسان بكلّ قيمها.
-التمهيد للثوران والإنفعال والهيجان.
-رفع معنويات الشعب وإستنهاض هممهم ورفع عزائمهم حيث قال محمد العيد آل خليفة:
ثورة الشعر أنتجت ثورة الشعب وعادت عليه بالآلاء
-توطيد الوعي بالذات والإعتزاز بالروح الشخصية.
الالتزام بالقضية الفلسطينية :شعراء الأرض المحتلّة تغنّوا بالقضية الفلسطينية، و فاضت قرائحهم دعماومساندة للفلسطينيين و تنديدا بالمحتل الغاصب والتنويه بالحق الشرعي والإنتساب.

- أهم خصائص شعر القضيّة الفلسطينية:

-مواجهة الواقع المرير للشّعب الفلسطيني و تصوير بشاعة جرائم الاستعمار الصّهيوني و قد شمل هذا التّصوير:

أ) - الاستيلاء على الأراضي بالقوّة بعد طرد أهلها.
ب) - القتل و التّشديد.
ج) - السّجون و المعاناة اليوميّة.
د) - سكوت العالم على الجرائم الصّهيونيّة.
*و بالمقابل سعى الشاعر إلى: -الوقوف إلى جانب شعبه وتمثيله ودعم ورفع معنوياته أمام وسائل التدمير الصهيوني.
-إبراز الأسس المتينة والأصيلة للبناء المستقبلي (الإفادة من التاريخ)لأنّ التاريخ للأمم كالعقل للأفراد فهو موجهها ومرشدها.
-تبيان حقيقة المستعمر البشعة في حق الفلسيطني من تجويع وحصار وإذلال وتزييف للحقائق لقول أحمد شوقي:
وللمستعمرين قلوب وإن أنت فهي كالحجارة لاترقّ
-دعم المقاومة.
-بعث الروح الوطنية لمواصلة الكفاح وحمل مسؤولية تحرير كل شيئ من أرضهم المقدسة الطاهرة.
-مساندة الكلمة الثورية الرصاصة:قال مفدي زكريا:وتأبى الصحائف طبع الصحائف إذا لم تكن بالقرارات تسري.
ويأبى الحديد استماع الحديث إذا لم يكن من روائع شعري
-توعية الشعب الفلسطيني أن الحرية غاية وهي تؤخذ ولاتعطى ولاتفتح أبوابها إلا الأيادي الملطخة بالدماء ولاتنالها من الشعوب إلا تلك التي تتمطّى جسور الأهوال والمخاطر ويدفع مهرها القوافل المحمّلة بدماء الشهداء
-التنديد بالصمت العربي والتواطئ العربي إزاء قضية عادلة وبتقديم لوحة فنية قوية للعالم كما يتعرض له الشعب المستعمر.
- إثبات حقّ الشّعب الفلسطيني في أرضه.
- إشاعة الأمل في نفوس المبعدين بحتمية العودة.
- الدّعوة إلى الوحدة و التآزر بالاعتماد على الموروث الديني.
- الطّابع الإنساني البعيد عن العنصريّة.
*و من النّاحية الفنّيّة عرفت القصيدة ما يلي:
- مواكبتها تطورات العصر فمن قصيدة عمودية إلى قصيدة متحرّرة.
- تنوّع لغوي بين البسيط و المعقّد ( الضّبابيّة).
- استعمال واسع للرّمز لدواعٍ مختلفة.
- احتفاءُ بالمضمون دون إهمال للشّكل.
شعر المقاومة في فلسطين لم يولد من فراغ فهو امتداد طبيعي للشعر القديم وجزء من الشعر العربي المعاصر علل ذلك ؟
أ- امتداد للشعر العربي القديم الذي :- - يتغنى بالفتوحات الإسلامية التي انطلقت في مشارق الأرض ومغاربها
2- يقدس البطولة والفروسية .
- ب-جزء من الشعر العربي المعاصر الذي :- خلد ذكرى الأبطال والقادة والثوار في مختلف الأرض ومغاربها .
- أعلامه يعيشون في فلسطين أرض الرباط والجهاد وملتقى الجيوش والغزاة ومنبت القادة على مر التاريخ .

ينقسم الشعر السياسي إلى قسمين:

1- شعر سياسي تحرري ينظم قبل الثورة أو خلالها ، موضوعه شحذ الهمم والدعوة إلى رض الصفوف والإشادات بالبطولات
2-شعر سياسي وطني يُنظم بعد تحرير الأوطان موضوعه الإشادة بالإنجازات،وتخليد المآثر والدعوة إلى البناء والتشييد.
من رواد الشعر السياسي :مفدي زكرياء،سليمان العيسى،أبو القاسم الشابي،محمود درويش ونزار القباني...

خصائص الشعر السياسي:

-يتناول قضايا الحكم والسياسي .
-مواضيعه متعددة ومتنوعة:الحملة على الاستعمار.
-التنديد بجرائمه
-التغني بالحرية والاستقلال،الحث على الاتحاد والكفاح والجهاد .
-الإشادة بالأبطال و الشهداء وتمجيدهم .
-الطابع الحماسي حيث يعبر الشعراء فيه بأسلوب الحماس .
-التعبير عن مختلف العواطف باعتباره من الشعر الغنائي الوجداني .
-استعمال مختلف أساليب الإثارة والحماس مثل :النداء،الأمر،التعجب،الاستفهام ...
-وجود مختلف النزاعات في هذا الغرض الشعري كالنزعة الوطنية والنزعة القومية والنزعة الإنسانية .
يُعتبر سجلا تاريخيا لحياة الشعوب و الأمم إذ يرتبط بالأحداث التاريخية ارتباطا وثيقا.