L'affichage ' src='https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js'/> موضوع اللغة العربیة بكالوريا 2021 .الشعب العلمية المشتركة .الموضوع الثاني.

القائمة الرئيسية

الصفحات

L'affichage

موضوع اللغة العربیة بكالوريا 2021 .الشعب العلمية المشتركة .الموضوع الثاني.

 موضوع اللغة العربیة بكالوريا 2021 .الشعب  العلمية المشتركة  .الموضوع  الثاني. 



الموضوع الثاني نص نثري من فن المقالة للكاتب والأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي 
النص :
قال الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي:

         لو عرف المحسود ما للحاسد عنده من يد ,وما أسدى اليه من نعمة لأنزله من نفسه منزلة الأوفياء المخلصين ,ولوقف بين يديه تلك الوقفة التي يقفها الشاكرون بين أيدي المحسنين .
لايزال صاحب النعمة ضالا عن نعمته , لايعرف لها شأنا ,ولايقيم لها وزنا ,حتى يدله الحاسد عليها بنكرانها , ويرشده إليها بتحقيرها , والغض منها,فهو الصديق في ثياب العدو ,والمحسن في ثياب المسيئ.
أنا لاأعجب لشيئ عجبي لهذا الحاسد ,ينقم على محسوده نعم الله عليه , ويتمنى لو لم تبق له واحدة منها وهولا يعلم أنه في هذه النقمة ,وفي تلك الأمنية قد أضاف الى محسوده نعمة من أفضل من كل ما في يديه من النعم .
وجه الحاسد ميزان النعمة ومقياسها ,فإن أردت ان تزن نعمة وافتك فأرم بخيرها في فؤاد الحاسد,ثم خالسه نظرة خفيفة ,فحيث ترى الكآبة والهم فهناك جمال النعمة وسناؤها .
ليس بين النعم التي ينعم بها الله على عباده نعمة أصغر شأنا ,وأهون خطرا من نعمة ليس لها حاسد ,فإن كنت تريد أن تصفو لك النعم فقف بها في سبيل الحاسدين ,وألقها في طريق الناقمين ,فإن حاولوا تحقيرها وازدراءها ,فأعلم انهم قد منحوك لقب (المحسد) فليهنأ عيشك وليعذب موردك .
إن أردت أن تعرف أي الرجلين أفضل ,فأنظر الى أكثر هما نقمة على صاحبه , وكلفا بالغض منه , والنيل من كرامته ,فأعلم انه أصغرهما شأنا وأقلهما فضلا
قد جعل الله لكل ذنب عقوبة مستقلة يتألم لها المذنب عند حلول أجلها ,فالشارب يتألم عند حلول المرض ,والمقامر يتألم يوم نزول الفقر , والسارق يتألم يوم دخول السجن .

أما الحاسد فعقوبته حاضرة دائمة ,لاتفارقه ساعة واحدة .
إنه يتألم لمنظر النعمة كلما رآها ,والنعمة موجود من الموجودات الثابتة التي لايلم بها الا لتنقل من مظهر , والتحول من موقف الى موقف فهيهات أن يفنى ألمه , أو ينقضي عذابه ,حتى تقر عينه التي تبصر ,ويسكن قلبه الذي ينبض.
الحسد مرض من الأمراض القلبية الفتاكة , ولكل داء دواء ,ودواء الحسد أن يسلك الحاسد سبيل المحسود ,ليبلغ مبلغه من تلك النعمة التي يحسده عليها . ولا أحسب أنه ينفق من وقته ومجهوده في هذه السبيل أكثر مما ينفق من ذلك الغض من شأن محسوده , والنيل منه , فإن كان يحسده على المال ,فلينظر أي طريق سلك إليه فيسلكه ,وإن كان يحسده على العلم فليتعلم أو الأدب فليتأدب ,فإن بلغ من ذلك مأربه فذاك , وإلا فحسبه أنه ملأ فراغ حياته بشؤون لولاها لقضاها بين الغيظ الفاتك ,والكمد القاتل.










 





تعليقات

L'affichage
L'affichage
L'affichage
L'affichage
التنقل السريع