اختبار اللغة العربیة الأولى ثانوي شعبة آداب وعلوم. الشعر السياسي في العصر الأموي. يار

  اختبار الفصل الثاني في مادّة اللّغة العربيّة

السّـنــــد:

        النظافة واجب ديني ،ومسلك حضاري ،والتزام أخلاقي ،وميل فطري ؛ لذا قامت حضارة الإسلام على الطهارة المعنويّة والحسيّة ، فلم يحثّ دينٌ من الأديان على النظافة كما حثّ الإسلام، فقد حبـبّ إلينا الطهارة - وهي أشمل وأبلغ من مجرّد النظافة - ، قال تعالى:"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" [البقرة: 222]، ولا يقف الأمر عند هذا الْحَـدّ ، بل جعلها نصف الإيمان وشرطا لأداء كثير من العبادات،قال صلى الله عليه وسلم: "الطهور شَطْر الإيمان"، وقال: " لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طَـهُـورٍ"[رواهما مسلم].
وقد وسّع الإسلام دائرة هذا الطلَب ليشمل دُور المسلمين وطرقاتهم، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن: " نظِّفوا أفْـنِيـَتكم ، ولا تشبّهوا باليهود "، وقال كذلك: " إماطة الأذى عن الطريق صدقة " [رواه مسلم].

والإسلام وهو يَـأْمُرُ بذلك ،فهو يَقْصِد تخلية البيوت والشوارع من القمامات التي تنبعث منها رائحة (هي مصدر) للأمراض وانتشار العدوى.

ولاشكّ أنّ عملية التنظيف للشوارع والأماكن العامة التي تقوم بها البلدية بجدٍّ ونشاط لا غنى عنها في كل الأحوال وتبقى هي الأساس ، ولكن هذه العمليّة على أهميتها لن يكتبَ لها النجاح مهما كثـّفت البلدية عملها وزادت من عدد عمال النظافة وسيارات جمع القمامة ، ومدَّدت أوقات التنظيف، فلن يُحدِث كل هذا الجهد تغـييرا مَلموسًا سِوى الحِفاظِ على نظافة مؤقَّتة لجزء من الوقت، ولا ريب أنّ هذا ليس هو الهدف النهائي المنشود ما دام الناس مستمرين على عاداتهم السيئة في رمي ما تَحمله أيديهم مِن الفضلات ، وكل ما لا يَرغبون عنه في الشوارع والحدائق، إضافة لقيام البعض بتفريغ نفاياتهم في أي مكان يَقـفـون به دون إعارة أدنى انتباه لما يتسبَّب ذلك به من أذى للشارع ، وغير ذلك مما لا يُمكن حصره من عادات مُعادية لنظافة الأماكن العامَّة.

وبناءً على ما سبق ،أقول إنّه من المَعِـيب - ونحن مسلمون- أن نتحدّث عن النظافة في الوقت الذي تـرسّخت هذه القيمة عند غيرنا لدرجة أن بلدا مثل " سويسرا " انعدمت فيه القاذورات المكرّرة حتى راح مسؤولوها يفكرون في استيرادها.

ولأنّ الذكرى تنفع المؤمنين ، يجب أن نذكر بضرورة اعتنائنا بتجميل مدنـنا، بأن لا نتسبب في تشويه المحيط ، ولا يكفي هذا بل الواجب (أن نتعاون) جميعا على إزالة ما تسبب فيه الآخرون من تلويث ،هذا فيما يتعلق بالنظافة الحسية، وأهم منه النظافة المعنوية ،إذ علينا تطهير مدننا من قاذورات الزنا ، والخمور والمخدرات ، فإن خطورة هذه الفواحش أشد خطورة من القاذورات الحسية.

- كتبه الأستاذ عثمان صفيـر ـ 

المعجم والدلالة:

أَفْنـيِتكم :جمع مفرد فِناء وهي سَاحة في الدار أو بجانبها أو أمامها. المَعِـيـب : المـشِيـن ، القَـبِيح.

الأسـئلة:

الجزء الأوّل: (12نقطة)

الوضعيّة الأولى:(4 نقاط)

1- لخّص مضمون السّـنـد في فكرة عامّة.(1ن)
2- ما الحلّ الذي يراه الكاتب من أجل تحقيق الّنظافة الحسيّة والنّظافة المعنويّة ؟ (1ن)
3- استخلص قيمة تربوية مستفادة من السّنـد (1ن)
4- ابحث في السّند عن مرادف كلمة (إِزَالَـة) ، ثمّ وظّـفها في جملة. (1ن)

الوضعيّةالثّانية: ( 8نقاط)

1- أعْرِبْ ما تحته خطّ في النّص( الطلَب / سِوى / خُطورة) . (1.5ن)

 2-ما محل ما بين قوسين - في السند - من الإعراب. (هي مصدر) / (أن نتعاون) (1ن)

 3- وظّف الكاتب روابط الإحالة النصية في العبارة التالية (يقصد تخلية البيوت والشوارع من القمامات التي تنبعث منها رائحة هي مصدر للأمراض وانتشار العدوى) ،استخرجها ، وبيّن نوع الإحالة فيها . (1ن)
4- حدّد نمط الفقرة (وبناءً على ما سبق.. من القاذورات الحسية)، ثمّ برهن على ذلك بمؤشرين من مؤشراته. (1ن)
5- في السند أسلوبان إنشائيان ، حدّدهما وبيّن نوعهما ،والغرض منهما . (1.5ن)
6- استخرج من السند محسنا بديعيا ، وبيّن نوعه ، وأثـره على المعنى؟ (1ن)
7 - عـيّن نوع الصورة البيانية في العبارة الآتية ،ثمّ اشرحها:" الفواحش تهدم المجتمعات ". (1ن)

الجزء الثّاني:(8 نقاط)

الوضعيّة الإدماجيّة:

السّياق: إنّ عملية تنظيف الشوارع والأماكن العامة التي تقوم بها البلدية - على أهميتها - لن يكتب لها النجاح إلا إذا تعاون معها جميع أفراد المجتمع.

السّند: قال شاعـر:
فلـتكن النظافة لافـتة الأنـظار ** ما أجمل النظافة جمالها منارة
تُـنير كلّ بيت وشارع وحارة ** فلتـكن النظافة مكانها الصدارة

التّعليمة: أنتِجْ نصًّا يجمع بين نمطي التفسيري والتوجيهي ،لا يقلّ عن اثني عشر سطرًا ، تُبيّن فيه الحلّ الجذري للمحافظة على النظافة العامة ، وكيفية تعاون جميع أفراد المجتمع مع نشاط البلدية وتعزيز دورها ، موظفا جملة نعـتـيّة وأخرى حالية.